ارتفع عدد ضحايا انفجار صهريج غاز الكلورين المسال في العقبة إلى ثلاثة عشر شخصا، بينما تجاوز عدد المصابين 250 شخصا منهم 120 مازالوا يتلقون العلاج في المستشفى، حسب تصريحات وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول.
وأكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الثلاثاء، أن “الوضع في العقبة بات تحت السيطرة” بعد تسرّب غاز سام من حاوية سقطت من باخرة في الميناء، بينما ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحادثة إلى 13 شخصا.
وكان صهريج يحتوي على عشرين طن من مادة غاز الكلورين المسال قد انفجرت في الميناء بعد سقوطه على حافة إحدى السفن في ميناء العقبة بسبب انقطاع الحبل الحديدي للرافعة التي تنقلها من الناقلة إلى السفينة.
وقال مركز الأزمات الحكومي في بيان مساء الاثنين: “في تمام الساعة الخامسة والربع عصر اليوم الاثنين حدث تسرب غاز الكلورين في ميناء العقبة جراء سقوط وانفجار صهريج محتوي على هذه المادة، وتسبب الحادث بوفاة 12 شخصا وإصابة 260 منهم أردنيون وأجانب”، مشيرا الى أن “123 شخصا منهم لا زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات”.
وأضاف مركز الأزمات أن “الأجهزة المعنية تعاملت مع حادث التسرب وعزلت المنطقة المتأثرة من خلال فرض طوق بمسافة 500 متر، وإخلاء الشاطئ الجنوبي من المتواجدين”. وأشار إلى أن “الجهات المعنية تعمل حالياً على تطهير مكان الحادث من آثار التسرب، تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها”.
وأوضح الخصانة الموجود في مدينة العقبة الساحلية (328 كلم جنوب عمان) برفقة وزيري الداخلية والصحة في تصريحات لقناة “المملكة” الرسمية “رغم ان الأوضاع تحت السيطرة إلا أننا قررنا أن تبقى مسافة معزولة في مكان الحادثة بقطر أربعة كيلومترات لساعات اضافية”، مشيرا الى ان “تقديرات الخبراء تفيد بأنه لا يوجد خطر لانتقال الغاز إلى المناطق السكنيّة”.
وتابع “كلَّفت وزير الدَّاخليَّة ليرأس فريقاً للتَّحقيق يضمُّ كلَّ جهات الاختصاص للوقوف على ما جرى بدقَّة في هذا الحادث المؤسف، وضمان توفير أقصى درجات السَّلامة العامَّة لأبنائنا العاملين في الموانئ وتكريس إجراءات السلامة في التعامل مع المواد الخطرة”.
من جهته، أكد وزير الداخلية مازن الفراية، أن “العمل سيستأنف بموانئ العقبة كافة اعتبارا من صباح اليوم الثلاثاء، باستثناء رصيف رقم 4، وذلك لإتاحة المجال للتأكد من سلامته بشكل نهائي”.
من جانبه، أكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي “انحسار تأثير الغاز المتسرب”.
وأوضح لوكالة الأنباء الأردنية أن “سرعة الرياح في موقع الحادث التي بلغت نحو 1,9 متر في الثانية، واتجاهها الشمالي، ساهم في منع أي توسع للمادة”.
واكد أنه “لا اتجاه لأي غازات أو روائح أو أضرار باتجاه المدينة من موقع الحادث، ولا تراكيز عالية تؤثر على الصحة في موقع الحادث”.
لكن المدير العام للصوامع عماد الطراونة، أكد أنه “سيتم وقف العمل يومي الاثنين والثلاثاء، وإجراء فحوص لكامل الكمية المخزنة من الحبوب في صوامع العقبة من باب التأكيد”.
وطمأن على سلامة الحبوب من حادثة العقبة، وأوضح أن “الصوامع هي إسمنتية وهي محكمة الإغلاق”، مشيرا إلى أنه “رغم ذلك تم (اتّخاذ) جميع الاحتياطات اللازمة، تم إيقاف كل عمليات التفريغ والتشويل للتعبئة بالمطاحن”.
وأضاف الطراونة أنه “لا يوجد بواخر تحمل الحبوب حاليا”.
وذكر مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ خالد المعايطة في وقت سابق أن “الحادثة تبعد عن موانئ القمح نحو 600 متر”.
ومدينة العقبة هي الميناء البحري الوحيد في المملكة، وتمر عبره معظم واردات الأردن وصادراته ويُعد أحد الموانئ الرئيسية في منطقة البحر الأحمر ومن المواقع السياحية المهمة في البلاد.